Header Image
أخر الأخبار

التدريس.. مهنة أم رسالة؟ 

 

التدريس.. مهنة أم رسالة؟ 

 

إن سؤال "هل التدريس مهنة أم رسالة؟" هو سؤال عميق يثير نقاشًا واسعًا، والإجابة تكمن في كلا الأمرين. التدريس هو بالتأكيد مهنة، ولكنه في جوهره يحمل أيضًا سمات الرسالة السامية.

 

التدريس كـ "مهنة"

 

التدريس يُعتبر مهنة لعدة أسباب:

  • يتطلب إعدادًا أكاديميًا وتأهيلًا متخصصًا: يجب على المعلمين الحصول على شهادات جامعية وتدريب تربوي محدد.

  • له معايير مهنية وأخلاقيات عمل: هناك قواعد سلوك وتوقعات محددة لأسلوب التدريس والتعامل مع الطلاب وأولياء الأمور والمجتمع.

  • يتضمن مسؤوليات وواجبات وظيفية: مثل تحضير الدروس، تقييم الطلاب، حضور الاجتماعات، والالتزام بالخطة الدراسية.

  • يتقاضى المعلمون أجرًا مقابل عملهم: وهو مصدر دخل أساسي لهم، تمامًا كأي مهنة أخرى.

 

التدريس كـ "رسالة"

 

يتجاوز التدريس كونه مجرد وظيفة ليصبح رسالة، وهذا يتجلى في الجوانب التالية:

  • تأثيره العميق على الأجيال: المعلم لا ينقل معلومات فقط، بل يغرس القيم، ويشكل الشخصيات، ويساهم في بناء مستقبل الأفراد والمجتمعات. هذا التأثير يمتد لسنوات طويلة بعد انتهاء العلاقة التعليمية.

  • الشعور بالمسؤولية والإخلاص: المعلم الذي يؤمن برسالته يشعر بمسؤولية كبيرة تجاه طلابه، ويسعى جاهدًا لمساعدتهم على النمو والتطور في جميع الجوانب، حتى خارج نطاق المنهج الدراسي.

  • العطاء والتضحية: يتطلب التدريس غالبًا جهدًا ووقتًا إضافيين، وشغفًا يتجاوز مجرد أداء الواجبات الوظيفية. المعلم المخلص قد يضحي بوقته وجهده لتحقيق أقصى فائدة لطلابه.

  • الجانب الروحي والأخلاقي: غالبًا ما يوصف التدريس بأنه "مهنة الأنبياء والرسل" لدوره في بناء الإنسان وتوجيهه نحو الخير والمعرفة.

 

التكامل بين المفهومين

 

إن الجمع بين المهنية والرسالة هو ما يجعل مهنة التدريس فريدة وذات قيمة عالية. فالمعلم المحترف يمتلك الأدوات والمعرفة والمهارات اللازمة لتقديم تعليم جيد، بينما المعلم الذي يؤمن برسالته يمتلك الشغف والإخلاص الذي يحفزه على بذل قصارى جهده وإحداث تأثير إيجابي حقيقي.

في الختام، التدريس مهنة تتطلب مؤهلات والتزامًا، و رسالة تتطلب شغفًا وإخلاصًا وتفانيًا في خدمة الأجيال وبناء المستقبل. المعلم الحقيقي هو من يجمع بين الاحترافية في الأداء وعمق الرسالة في التأثير.

التعليقات